القهوة تقي من السرطان الكبد!

أكدت نتائج دراسة بلجيكية حديثة نتائج ما توصلت إليه دراسة يابانية نشرت نتائجها قبل عامين من ان شرب القهوة يقلل فيما يبدو مخاطر الاصابة بسرطان الكبد.وكتبت الدكتورة سوزانا سي لارسون والدكتورة اليسيا فولك بمعهد كارولينسكا في ستوكهولم في دورية (امراض المعدة والامعاء) الطبية تقولان ان “البيانات عن الآثار المفيدة المحتملة للقهوة في وظائف الكبد وامراض الكبد تراكمت على مدار العقدين الماضيين”.وكانت بضع دراسات قد وجدت علاقة عكسية بين تناول القهوة وبين مستويات انزيمات الكبد والتي تشير إلى مخاطر مرض مزمن في الكبد وتليف الكبد.

لذلك اجرى الباحثون مراجعة كبيرة او “تحليلا لتجارب عديدة” شملتها دراسات عن الامراض الوبائية المنشورة لدراسة العلاقة بين تناول القهوة ومخاطر الاصابة بسرطان الكبد. وشمل هذا التحليل 11 دراسة شملت 2260 مريضا بسرطان الكبد و239146 شخصا لم يصابوا بسرطان الكبد استعين بهم كمجموعة للمقارنة.

ولوحظت علاقة عكسية بين تناول القهوة ومخاطر الاصابة بسرطان الكبد في كل الدراسات وان هذه العلاقة مهمة احصائيا في ست دراسات.

واشار الباحثون إلى ان تناول قدحين من القهوة يوميا يقابله انخفاض بنسبة 43 في المائة في مخاطر الاصابة بسرطان الكبد.

واوضحت لارسون وفولك أن هناك “اثرا وقائيا لاستهلاك القهوة في سرطان الكبد مقنعاً من الناحية البيولوجية. القهوة تحتوي على كميات كبيرة من المواد المضادة للاكسدة مثل احماض الكلوروجينيك التي تقاوم اثر الاكسدة وتعمل على كبح تكوين مسببات السرطان”.

وعلاوة على ذلك، أظهرت دراسات تجريبية على الحيوانات ان القهوة وأحماض الكلوروجينيك لها تأثير كابح بشكل خاص في سرطان الكبد.

وكانت دراسة يابانية نشرت نتائجها مطلع 2005 في دورية صادرة عن المعهد الوطني للسرطان في طوكيو قد توصلت إلى ان شرب فنجان من القهوة الساخنة يوميا يساعد في الوقاية من سرطان الكبد.

وخلص الدكتور “مونامي إينو” ورفاقه من المعهد الوطني للسرطان في طوكيو إلى تلك النتيجة بعد دراسة مسحية شملت حوالي 90 ألف شخص يحتسون القهوة يوميا أو كل يوم تقريبا على مدى عقد من الزمان يمتد من عام 1990 وحتى نهاية عام ،2001 قاموا خلالها بتحليل البيانات الخاصة بالأشخاص الذين يخضعون لكشوف وفحوصات حول العلاقة بين سرطان الكبد والكافيين.

واكتشف مونامي أن نسبة الإصابة بسرطان الكبد بين هؤلاء الأشخاص انخفضت للنصف عن الأشخاص الذين لا يحتسون القهوة مطلقا، وظهر أثر القهوة جليا في منع سرطان الكبد بين الأشخاص الذين يحتسون على الأقل فنجانا أو اثنين يوميا، فيما زادت مناعة الأشخاص الذين يحتسون 3 أو 4 فناجين يوميا ضد سرطان الكبد.

ومن الملاحظات التي خرجت بها الدراسة أن 547 حالة إصابة بالسرطان في الأشخاص محل البحث كانوا لا يتناولون القهوة مطلقا، فيما وصل عدد حالات المصابين بسرطان الكبد بين الذين يحتسون القهوة إلى 214 حالة.

ولاحظ الباحثون أنه لا علاقة تربط بين تناول الشاي الأخضر والإصابة بسرطان الكبد، حيث إن مجموعة مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر تختلف عن تلك الموجودة بكثرة في القهوة، مما يوحي أن مضادات الأكسدة الموجودة في القهوة هي المسؤولة عن الأثر الوقائي ضد سرطان الكبد.

لكن الدراسة لم تستطع تحديد السبب الذي يجعل الأشخاص الذين يحتسون القهوة لديهم مناعة أكبر ضد سرطان الكبد.

جدير بالذكر أن أكثر أسباب الإصابة بسرطان الكبد شيوعا تتضمن الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي، وتشمع الكبد أو تليفه، والإفراط في تناول الخمور والمشروبات التي تحتوي على نسب عالية من الكحول.

ولم تستطع الدراسة مقارنة تأثير احتساء القهوة منزوعة الكافيين بانتظام بسبب ندرة اليابانيين الذين يحتسون القهوة منزوعة الكافيين.

إلى ذلك، يقول الباحثون ان كوبا واحدا من القهوة يومياً كفيل بمنع حدوث تليف كبدي.

ووفقا للباحثين فان القهوة تساعد على ايقاف تأثيرات الكحول السامة في الكبد، وتمنع التليف الكبدي.

وتشير دراسة أجريت على أكثر من 000,125 شخص إن كوباً واحداً من القهوة يوقف خطر الإصابة بمرض التليف الكبدي بنسبة 20%. بينما تناول أربعة أكواب من القهوة في اليوم يقلل خطر الإصابة بنسبة 80%.

ويعتبر تأثير القهوة متساوياً عند الرجال والنساء من مختلف الأعراق.

من جهة أخرى، يقول الدكتور آرثر كلاتسكي مؤلف مشارك للدراسة من قسم بحوث كايزر، أوكلاند كاليفورنيا: “لا يبدو واضحا إن كان الكافيين هو الذي يزود الحماية أو عنصر آخر”.

تحيــــــــاتي